روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | رغم شعوره بالظلم...الطفل الأوسط أكثر تفوقا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > رغم شعوره بالظلم...الطفل الأوسط أكثر تفوقا


  رغم شعوره بالظلم...الطفل الأوسط أكثر تفوقا
     عدد مرات المشاهدة: 2101        عدد مرات الإرسال: 0

الطفل الأوسط عبارة تشير إلي الحالة التي يعيشها الطفل الأوسط بين أشقائه، وتنشأ نتيجة قلة الإهتمام به ويقابلها إهتمام أو إنجذاب أكثر تجاه الأخ الأكبر أو الأصغر، ويشتكي معظمهم من مواقف أو تصرفات معينة للأهل مثل عدم وجود صور فوتوغرافية لهم مثل الأخ الأكبر والأخ الأصغر، أو أنهم غير مقدرين أو مفهومين علي النحو السليم.

وعلي الرغم من أن معظم النظريات المألوفة التي تقول بأن الطفل الأوسط عادة ما يكون قليل الثقة بالنفس أو إنطوائيا إلا إن إحدي الدراسات التي قامت بها إحدي الباحثات في بريطانيا توصلت -من خلال الإستطلاعات واللقاءات الشخصية معهم- إلي إنتشار الشعور السئ لدي الأطفال المتوسطين ومدي شعورهم بالإهمال في عائلاتهم بالمقارنة بإخوتهم الأكبر والأصغر، لكنها في نفس الوقت إكتشفت من خلال الدراسة أن الطفل الأوسط قد يكون أكثر نجاحا وتفوقا ويتمتع بحياة إجتماعية قوية وحياة مهنية ناجحة علي عكس المتوقع، حيث يدفعهم هذا الشعور السئ في الطفولة إلي مزيد من الإستقلالية والإبداع، كما أثبتت أنهم أكثر صبرا، ربما لأنهم صبروا كثيرا في الطفولة إنتظارا لدورهم.

وهناك نماذج كثيرة للتدليل علي ذلك من الفنانين العالميين مثل الممثلة جوليا روبرتس، وكثير من الرؤساء الأمريكيين مثل تيودور روزفلت، وأبراهام لنكولن وجون كنيدي وغيرهم، بالإضافة إلي بيل جيتس صاحب شركة ميكروسوفت، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، ونيلسون مانديلا، ومارتن لوثر كينج.

تؤكد د.هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية أهمية وضرورة المساواة بين الأبناء علي إختلاف ترتيبهم تجنبا لحدوث كثير من المشاكل النفسية والسلوكية عند الأبناء، ويأتي ذلك من خلال التخطيط من البداية للإنجاب حتي لا يفاجأ الزوجان بأنهم آباء، وبالتالي يكونوا غير مستعدين للطفل وغير ملمين بطبيعة التعامل معه أيا كان ترتيبه، وتكمن مشكلة الطفل الأوسط في شعوره بأنه غير مؤثر لأن الأخ الأكبر يحظي باهتمام كبير من البداية لأنه الأول في الأسرة الصغيرة وربما الكبيرة أيضا، كما أنه يلعب دور الأخ الأكبر الذي يتحمل المسئولية، ثم يأتي أخ أصغر يجذب الأنظار إليه بعيدا عنه ويحتاج بالطبع لكثير من الإهتمام والوقت نظرا لصغر سنه وكثرة متطلباته، ومن هنا يشعر الإبن الأوسط بعدم التميز، لذلك يلجأ دائما لعمل سلوك إبتكاري أو خاطئ للفت الإنتباه، كما تكون إختياراته عادة مختلفة عن المتوقع، وتري أن هذه المشكله تظهر بشدة لو كان الثلاثة من نفس الجنس -أولاد أو بنات- أما لو كان الطفل الأوسط جنسه مختلف ففي هذه الحالة يكون له تميز عن إخوته.

وتؤكد د.هبة أهمية دور الأم والأب في تهيئة الطفل الأوسط قبل قدوم المولود الجديد بداية من مرحلة الحمل، فيمكن أن يذهب مع الأم للطبيب لرؤية أخيه في الأشعة، ويمكن أيضا إشراكه معها بعد الولادة في العناية بالطفل -علي قدر سنه- وتشرح له بإستمرار أن المولود الجديد بحاجة لرعاية خاصة في هذه الفترة، ويفضل أن يقوم الأب هنا في مساندة الأم بالإهتمام بالطفل الأوسط دون أن يبعده تماما عن أمه أو حتي ينوب عن الأم في بعض مهام المولود في حين تهتم هي بطفلها الأوسط، مع ضرورة عدم عقد مقارنات بين الإخوة مثل القول: أنت أشطر.. أنت أحلي واحد وغيرها ولكن الأفضل أنت كنت أشطر في كذا لإيجاد جو من الألفة والمحبة بينهم، لأن لكل واحد قدراته وتميزه وشكله الذي قد يميز أيضا بعض الأخوة عن بعضهم، ويستتبع ذلك معاملة مختلفة من أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة، وللأم هنا دورها في توجيه بقية أفراد الأسرة قدر الإمكان لكي تساوي في المعاملة بين أبنائها.

الكاتب: سالي حسن.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.